أبو عبيدة بن الجراح
هو عامر بن عبدالله بن الجراح.. بن فهر بن مالك، ولذا فقد اجتمع نسبه مع النبي صلىالله الله عليه وسلم في “فهر”. أما أمه،فهي أميمة بنت غنم بن جابر بن عبدالعزى. وكنيته أبو عبيدة. وقد لقبه رسول الله صلى الله عليه وسلم بأمين الأمة.
وكان أبو عبيدة في مطلع شبابه على علاقة وثيقة بأبي بكر الصديق: ولذلك عندماظهر الاسلام واعتنقه أبوبكر مع السابقين اليه،غدا أبو بكر واحداً منالمبشرينبالدعوة الاسلامية، والداعين اليها. وقد دعا أبا عبيدة الى الاسلام، فوقع ذلك فينفسه موقعاً حسناً،لأن طبيعته تكره الشرك، كما تكره عبادة الأوثان. ولذلكاستجاب أبو عبيدة سريعاً للدعوة الاسلامية، وذهب الى النبي عليه الصلاةوالسلامبصحبة أبي بكر لاشهار اسلامه بين يديه. فكان بذلك من السابقين الىالدعوة الاسلامية.
الطريد المهاجروابتدأت معاناة أبي عبيدة بنالجراح من المشركين في قريش، منذ تاريخ اعلانه الدخول في الاسلام.. ذلك أن والدهعبد الله بن الجراح،كان على رأس المشركين. وهذا ما جعل حياته الجديدة في غايةالمرارة والصعوبة. وقد اضطرته هذه الظروف القاسية مع والده وسائر المشركين،انيغادر بيت أبيه طريداً، وان يهاجر الى الحبشة. ويقال إنه بقي فيها، حتى هاجر النبيصلى الله عليه وسلم الى المدينة. فتحول أبو عبيدة منمهاجر الى الحبشة، الىمهاجر الى المدينة، حتى يكون الى جانب النبي الكريم في حمل راية التوحيد ضدالشرك.
وابتداء من تاريخ هجرته الثانية الى المدينة، نجد أبا عبيدة بنالجراح يحضر المشاهد كلها، ولا تفوته مناسبة للدفاع عن النبي صلى الله عليه وسلمورسالته،إلا ويكون في طليعة من يدافعون عن دين الله، وعن نبيه الكريم. وقد كانأبو عبيدة بن الجراح، في جميع هذه المناسبات الجهادية، مثال الفارسالشجاعومثال البطل المقدام، وهذا ما كان يترك الأثر العظيم في سير المعركة في كل غزوة كانيغزوها الرسول، ويشترك فيها أبو عبيدة. ففيغزوة بدر مثلاً، كان الصراع مريراًبين القلة المسلمة، والكثرة المشركة، أما أبو عبيدة، فقد كان من الدعائم القويةالتي اعتمد عليها جيش المسلمين.
اذ واجه في هذه المعركة عقدة الحرب ضد أبيه. ولمتفلح جهوده في الافلات من المواجهة معه، لاصرار أبيه على قتله بغضاً له بعد تحولهعنعبادة الأوثان. وقد شكل ذلك تجربة قاسية بالنسبة له ولغيره من أبناءالمشركين الذين كانوا قد اعتنقوا الاسلام.
وفي معركة أحد، كان أبو عبيدةمثال الفارس المقدام الشجاع، الذي أدى دوره في القتال أحسن أداء. وقد حمى رسول اللهبنفسه، حتى غرقت حلقتانمن حلقات مغفر الرسول صلى الله عليه وسلم في وجنته، وقدنزعهما أبو عبيدة بأسنانه. فسقطت ثنيتاه، وهو يعالج خلع الحلقتين. فعاش بعد ذلك،أبو عبيدة، أهتم، وان يفخر بالهتم الذي أصابه في “أحد” دفاعاً عن رسول الله صلىالله عليه وسلم وافتداء له بنفسه.
ويذكر أبو عبيدة في كتب المؤرخين والرواةبالرجل الأمين. وعن أنس رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول: “ان لكل أمة أمين،وان أمين هذه الأمة، أبو عبيدة بن الجراح” رواه البخاري. وعندما جاء وفد نجران الى الرسول صلى الله عليه وسلم وأعلنوا اسلامهم، طلبوا منالرسول الكريم أن يرسل معهم أحد الصحابة ليقرأ لهم القرآن، ويعلمهم الاسلامويقضي بينهم. فقال لهم الرسول صلى الله عليه وسلم:
“لأبعثن معكم رجلاً أمينا، حقأمين. حق أمين”.
وعندما اشتدت وطأة جيش الروم على سرية عمرو بن العاص، فيغزوة “ذات السلاسل”، وطلب ابن العاص المدد من النبي صلى الله عليه وسلم،جهزالرسول نخبة من المهاجرين والأنصار، وفيهم أبو بكر وعمر، بقيادة أبي عبيدة، وأوصاه: “اذا قابلت عمرو بن العاص، فلا تختلفا”.
واتجه أبو عبيدة لتنفيذ المهمة، والتقىعمرو بن العاص الذي قال له: “أنا القائد العام”. وكاد ذلك أن يؤثر في الموقفالاسلامي، ويضعضعه،لولا أن حسم أبو عبيدة الأمر وقال: “أنا ومن معي تحت إمرتك. فمر بنا ما تشاء”. وقد برهن في موقفه هذا على مدى الايثار الذي بلغ مننفسهمبلغاً عظيماً. كما برهن على مكانة أبي عبيدة عند النبي صلى الله عليهوسلم، حين أمره على كل من أبي بكر وعمر رضي الله عنهم.
يومالسقيفةولأبي عبيدة بن الجراح موقف مشهود في يوم السقيفة، وذلك حينما احتدمالخلاف بين المهاجرين والأنصار. وقد اتجه الأنصار الى أن يكونالخليفة منهم. فتقدم أبو عبيدة وناداهم قائلا: “يا معشر الأنصار. كنتم أول من آزر ونصر. فلاتكونوا أول من بدل وغير”. فأعاد بهذه الكلمات الرشد الى قلوبالأنصار.
وعندما تولى أبو بكر الصديق الخلافة بعد موت النبي صلى الله عليهوسلم، سارع الى تعيين أبي عبيدة قائداً عاماً للجيوش الاسلامية الزاحفةالىبلاد الشام من أجل تحريرها من البيزنطيين ورفع راية الاسلام فيها. وقد قصده عمرو بنالعاص، فرهب أبو عبيدة به وكلمه بغير ما كلمهبه عمرو بن العاص حين كان قائداللجيش، فقال له: “يا أبا عبيدة الله. رب يوم قد شهدته يبارك الله فيه المسلمينبرأيك ومحضرك. وانما أثاررجل منكم، لا أقطع برأي دونكم. فأعني برأيك ما ترى”. وقد أظهر أبو عبيدة لعمرو بن العاص، ما في نفسه من سماحة، وعدم ميلهللرئاسة.
وعندما أرسل أبو بكر الصديق خالد بن الوليد من العراق الى الشام،وجعل له القيادة العامة بدل أبي عبيدة، فإننا نرى أبا عبيدة يرحب بهويسلمهالقيادة، ويسير تحت إمرته. وبعد وفاة أبي بكر، اتاه عمر بن الخطاب لجعلقيادة الجيش لأبي عبيدة بدلاً من خالد، وكتب لابن الجراح بذلك.
غير ان هذاالأخير أخفى الأمر، وظل يحارب تحت امرة خالد، حتى بلغ المسلمون النصر في أجنادين،فأبلغ أبو عبيدة أمر الخليفة عمر الىخالد بن الوليد، متأخراً في ذلك، خشيةاحداث بلبلة في صفوف العساكر، مؤثراً مصلحة المسلمين على نفسه.
حقاً كان أبوعبيدة بن الجراح، مثال القائد النزيه والأمين والمتواضع. فقد قابل مبعوث الروم وهويجلس على الأرض. وحين استغرب رسول الروم ذلك،قال رحمه الله: “نحن عبيد اللهنمشي على الأرض ونجلس عليها، ولا ينقصنا ذلك أجراً أو مكانة.. فهلم حاجتك”.
هو عامر بن عبدالله بن الجراح.. بن فهر بن مالك، ولذا فقد اجتمع نسبه مع النبي صلىالله الله عليه وسلم في “فهر”. أما أمه،فهي أميمة بنت غنم بن جابر بن عبدالعزى. وكنيته أبو عبيدة. وقد لقبه رسول الله صلى الله عليه وسلم بأمين الأمة.
وكان أبو عبيدة في مطلع شبابه على علاقة وثيقة بأبي بكر الصديق: ولذلك عندماظهر الاسلام واعتنقه أبوبكر مع السابقين اليه،غدا أبو بكر واحداً منالمبشرينبالدعوة الاسلامية، والداعين اليها. وقد دعا أبا عبيدة الى الاسلام، فوقع ذلك فينفسه موقعاً حسناً،لأن طبيعته تكره الشرك، كما تكره عبادة الأوثان. ولذلكاستجاب أبو عبيدة سريعاً للدعوة الاسلامية، وذهب الى النبي عليه الصلاةوالسلامبصحبة أبي بكر لاشهار اسلامه بين يديه. فكان بذلك من السابقين الىالدعوة الاسلامية.
الطريد المهاجروابتدأت معاناة أبي عبيدة بنالجراح من المشركين في قريش، منذ تاريخ اعلانه الدخول في الاسلام.. ذلك أن والدهعبد الله بن الجراح،كان على رأس المشركين. وهذا ما جعل حياته الجديدة في غايةالمرارة والصعوبة. وقد اضطرته هذه الظروف القاسية مع والده وسائر المشركين،انيغادر بيت أبيه طريداً، وان يهاجر الى الحبشة. ويقال إنه بقي فيها، حتى هاجر النبيصلى الله عليه وسلم الى المدينة. فتحول أبو عبيدة منمهاجر الى الحبشة، الىمهاجر الى المدينة، حتى يكون الى جانب النبي الكريم في حمل راية التوحيد ضدالشرك.
وابتداء من تاريخ هجرته الثانية الى المدينة، نجد أبا عبيدة بنالجراح يحضر المشاهد كلها، ولا تفوته مناسبة للدفاع عن النبي صلى الله عليه وسلمورسالته،إلا ويكون في طليعة من يدافعون عن دين الله، وعن نبيه الكريم. وقد كانأبو عبيدة بن الجراح، في جميع هذه المناسبات الجهادية، مثال الفارسالشجاعومثال البطل المقدام، وهذا ما كان يترك الأثر العظيم في سير المعركة في كل غزوة كانيغزوها الرسول، ويشترك فيها أبو عبيدة. ففيغزوة بدر مثلاً، كان الصراع مريراًبين القلة المسلمة، والكثرة المشركة، أما أبو عبيدة، فقد كان من الدعائم القويةالتي اعتمد عليها جيش المسلمين.
اذ واجه في هذه المعركة عقدة الحرب ضد أبيه. ولمتفلح جهوده في الافلات من المواجهة معه، لاصرار أبيه على قتله بغضاً له بعد تحولهعنعبادة الأوثان. وقد شكل ذلك تجربة قاسية بالنسبة له ولغيره من أبناءالمشركين الذين كانوا قد اعتنقوا الاسلام.
وفي معركة أحد، كان أبو عبيدةمثال الفارس المقدام الشجاع، الذي أدى دوره في القتال أحسن أداء. وقد حمى رسول اللهبنفسه، حتى غرقت حلقتانمن حلقات مغفر الرسول صلى الله عليه وسلم في وجنته، وقدنزعهما أبو عبيدة بأسنانه. فسقطت ثنيتاه، وهو يعالج خلع الحلقتين. فعاش بعد ذلك،أبو عبيدة، أهتم، وان يفخر بالهتم الذي أصابه في “أحد” دفاعاً عن رسول الله صلىالله عليه وسلم وافتداء له بنفسه.
ويذكر أبو عبيدة في كتب المؤرخين والرواةبالرجل الأمين. وعن أنس رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول: “ان لكل أمة أمين،وان أمين هذه الأمة، أبو عبيدة بن الجراح” رواه البخاري. وعندما جاء وفد نجران الى الرسول صلى الله عليه وسلم وأعلنوا اسلامهم، طلبوا منالرسول الكريم أن يرسل معهم أحد الصحابة ليقرأ لهم القرآن، ويعلمهم الاسلامويقضي بينهم. فقال لهم الرسول صلى الله عليه وسلم:
“لأبعثن معكم رجلاً أمينا، حقأمين. حق أمين”.
وعندما اشتدت وطأة جيش الروم على سرية عمرو بن العاص، فيغزوة “ذات السلاسل”، وطلب ابن العاص المدد من النبي صلى الله عليه وسلم،جهزالرسول نخبة من المهاجرين والأنصار، وفيهم أبو بكر وعمر، بقيادة أبي عبيدة، وأوصاه: “اذا قابلت عمرو بن العاص، فلا تختلفا”.
واتجه أبو عبيدة لتنفيذ المهمة، والتقىعمرو بن العاص الذي قال له: “أنا القائد العام”. وكاد ذلك أن يؤثر في الموقفالاسلامي، ويضعضعه،لولا أن حسم أبو عبيدة الأمر وقال: “أنا ومن معي تحت إمرتك. فمر بنا ما تشاء”. وقد برهن في موقفه هذا على مدى الايثار الذي بلغ مننفسهمبلغاً عظيماً. كما برهن على مكانة أبي عبيدة عند النبي صلى الله عليهوسلم، حين أمره على كل من أبي بكر وعمر رضي الله عنهم.
يومالسقيفةولأبي عبيدة بن الجراح موقف مشهود في يوم السقيفة، وذلك حينما احتدمالخلاف بين المهاجرين والأنصار. وقد اتجه الأنصار الى أن يكونالخليفة منهم. فتقدم أبو عبيدة وناداهم قائلا: “يا معشر الأنصار. كنتم أول من آزر ونصر. فلاتكونوا أول من بدل وغير”. فأعاد بهذه الكلمات الرشد الى قلوبالأنصار.
وعندما تولى أبو بكر الصديق الخلافة بعد موت النبي صلى الله عليهوسلم، سارع الى تعيين أبي عبيدة قائداً عاماً للجيوش الاسلامية الزاحفةالىبلاد الشام من أجل تحريرها من البيزنطيين ورفع راية الاسلام فيها. وقد قصده عمرو بنالعاص، فرهب أبو عبيدة به وكلمه بغير ما كلمهبه عمرو بن العاص حين كان قائداللجيش، فقال له: “يا أبا عبيدة الله. رب يوم قد شهدته يبارك الله فيه المسلمينبرأيك ومحضرك. وانما أثاررجل منكم، لا أقطع برأي دونكم. فأعني برأيك ما ترى”. وقد أظهر أبو عبيدة لعمرو بن العاص، ما في نفسه من سماحة، وعدم ميلهللرئاسة.
وعندما أرسل أبو بكر الصديق خالد بن الوليد من العراق الى الشام،وجعل له القيادة العامة بدل أبي عبيدة، فإننا نرى أبا عبيدة يرحب بهويسلمهالقيادة، ويسير تحت إمرته. وبعد وفاة أبي بكر، اتاه عمر بن الخطاب لجعلقيادة الجيش لأبي عبيدة بدلاً من خالد، وكتب لابن الجراح بذلك.
غير ان هذاالأخير أخفى الأمر، وظل يحارب تحت امرة خالد، حتى بلغ المسلمون النصر في أجنادين،فأبلغ أبو عبيدة أمر الخليفة عمر الىخالد بن الوليد، متأخراً في ذلك، خشيةاحداث بلبلة في صفوف العساكر، مؤثراً مصلحة المسلمين على نفسه.
حقاً كان أبوعبيدة بن الجراح، مثال القائد النزيه والأمين والمتواضع. فقد قابل مبعوث الروم وهويجلس على الأرض. وحين استغرب رسول الروم ذلك،قال رحمه الله: “نحن عبيد اللهنمشي على الأرض ونجلس عليها، ولا ينقصنا ذلك أجراً أو مكانة.. فهلم حاجتك”.