بيت المقدس:
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
هو احد الاسماء التي اشتهرت بها مدينة القدس بفلسطين من بلاد الشام، بعد الفتح الاسلامي لها سنة 15 هـ/ 636م، ووردت لهذا الأسم ـ كما يقول اسحق موسى الحسيني في كتابه (عروبة بيت المقدس) ـ صور مختلفة منها :
البيت المقدس، وبيت القدس، والقدس الشريف، المدينة المقدسة،
ولقبت المدينة بألقاب منها:
دار السلام، ومدينة السلام ، وقرية السلام.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
بيت المقدس مدينة عربية قديمة اسسها الكنعانيون العموريون القادمون من جزيرة العرب قبل حوالي خمسة آلاف سنة، في بداية العصر البرونزي، مع مجموعة مدن اقاموها على طريق المياه، واختاروا لها موقعاً متميزاً، على مرتفع توجد على مقربة منه عين ماء، يعتبر مركزياً بالنسبة الى فلسطين وما حولها، ولا يقل موضع المدينة أهمية عن موقعها، فهو موضع ديني دفاعي.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
اول اسم ثابت لمدينة القدس، هو اور سالم،
وقد ورد في نصوص مصرية تعود الى عهد سنوسرت الثالث (1879 ـ 1842 ق. م) ويعني هذا الاسم (العموري) (أسسها سالم)،
وجاء ذكر (اور سالم) في الواح تل العمارنة التي تضمنت ست رسائل بعث بها ملكها في القرن الرابع عشر قبل الميلاد الى اخناتون فرعون مصر،
ولم تلبث ان اخذت اسم (يبوس) نسبة لليبوسيين من بطون العرب الكنعانيين، وقد ورد في التوراة مرات، واليبوسيون هم الذين بنوا قلعتها (صهيون) وتعني بالكنعانية (مرتفع) كما بنوا هيكلاً لإلههم (سالم)، بيتا للعبادة يذكر فيه اسم الله، فأصبحت قبلة ومحجاً، واعتقدوا (انها سرة الارض، وانها تشكل نهاية لحبل الخلاص الذي يصل الارض والسماء، وانها مرتبطة بشجرة العالم وبجنة عدن)، كما اورد كامل العسلي في بحثه (مكانة القدس عربياً واسلامياً عبر التاريخ) عن فرانكين وتيرين.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
ظلت القدس منذ تأسيسها حوالي الفين من السنين كنعانية عمورية عربية، قبل ان يغزو العبرانيون بقيادة يشوع ارض كنعان في القرن الثالث عشر قبل الميلاد، وهكذا تحددت هويتها مدينة عربية، كنعانية عمورية يبوسية، وبقيت هذه الهوية ملازمة لها مع تتالي الغزاة على احتلالها، لان اهلها العرب الكنعانيين استمروا فيها وفي ارض كنعان في بوتقته، وكذلك قدرته على طرد الغزاة الطامعين بفضل مقاومة أهله طويلة النفس.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
وقد منّ الله على القدس بأن جعلها مقر المسجد الاقصى، وأوحى الى عدد من النبيين فيها، وبعث رسلاً، ومن هؤلاء داود (عليه السلام) الذي فتحها وحكمها حوالي عام 1000 ق. م، ومن بعده ابنه سليمان (عليه السلام)، ومن الغزاة الذين تتابعوا عليها نبوخذ نصر البابلي عام 586 ق. م، وقورش عام 538 ق. م، والاسكندر المقدوني عام 332 ق. م، وبومبي الروماني عام63 ق. م، واستمر حكم الروم فيها غربيين وشرقيين الى الفتح الاسلامي، الذي دخلت به القدس مرحلة جديدة من تاريخها تعززت فيها عروبتها ومكانتها الروحية.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
وقد دخلها عمر بن الخطاب (رضي الله عنه) عام 636 م، 15 هـ ، واستلم مفاتيحها من البطريرك صفرونيوس، وأعلن عهده المشهور لأهلها، وتألقت القدس واحدة من منارات العلم في ديار الإسلام إبان عهود الأمويين والعباسيين ـ طولونيين واخشيديين ـ والفاطميين، وتعرضت لغزو الفرنجة واحتلالهم لها عام 1099م، 492 هـ، ثم حررها صلاح الدين عام 1187م، 583 هـ.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
وعادت الى الحكم الاسلامي حتى كانت الغزوة الاستعمارية الاوروبية الصهيونية واحتلتها بريطانيا آخر عام 1917م، ثم مكنت الصهاينة العنصريين منها عام 1948م (الموسوعة الفلسطينية بقسميها).
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
لبيت المقدس مكانة في العقيدة الاسلامية هي التي اعطتها هذا الاسم المبارك، وترتكز هذه المكانة الى ثلاثة اصول مترابطة: الاول ان القدس مدينة عدد من الانبياء والرسل (عليهم الصلاة والسلام)، والثاني انها المكان الذي أسرى الله سبحانه برسوله محمد (عليه الصلاة والسلام) اليه، وعرج به منه الى السماء، والثالث انها القبلة الاولى للمسلمين، وتتفرع عن هذه الاصول الثلاثة ـ كما يقول الحسيني والعسلي ـ فضائل بيت المقدس الكثيرة التي حفلت بها كتب التراث، وخاصة كتب (فضائل بيت المقدس).
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
ان الايمان بالرسل والانبياء، وما أنزل الله سبحانه عليهم أصل من اصول عقيدة الاسلام، وقد كان اولئك جميعاً مسلمين لله، وتربط الروايات القديمة المتوارثة بين القدس وآدم (عليه السلام) الذي بنى مسجد بيت المقدس ـ على حد ما ذكر مجير الدين الحنبلي في كتابه (الانس الجليل بتاريخ مصر والخليل).
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
كما قيل: ان سام بن نوح هو الذي اختط القدس وحمل لقب ملكي صادق، وقيل: ان سفينة نوح (عليه السلام) وقفت امام بيت المقدس، ومعلوم صلة انبياء الله ابراهيم واسحق ويعقوب وزكريا ويحيى وعيسى (عليهم السلام) وغيرهم ببيت المقدس.
وفي الاثر عن عبدالله بن عمر (رضي الله عنهما)قال: (بيت القدس بنته الانبياء وعمرته).
ولقد اختار الله تعالى بيت المقدس ليسرى بعبده محمد (عليه الصلاة والسلام) ليلاً من المسجد الحرام بمكة المكرمة الى المسجد الاقصى فيها، وليعرج به من هذا المسجد الذي بارك الله حوله الى السماء، في العهد المكي.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
كما شاء الله سبحانه ان يكون بيت المقدس هو القبلة الاولى التي توجه اليها رسوله والمسلمون الاوائل، قبل ان يصرف القبلة الى الكعبة في السنة الثانية من الهجرة سنة 623م، وفضائل بيت المقدس المنبثقة من هذه الاصول الثلاثة تشمل فضل علاقتها بمكة والمدينة، وفضل الاقامة فيها وزيارتها، وفضل الاهلال بالحج والعمرة فيها، وفضل الصلاة فيها.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
ولقد كانت القدس عبر العصور مركز فلسطين التي استمرت وطنا للشعب العربي الفلسطيني، وقبلة ومحجا للمؤمنين، ومطمع للغزاة، وتألقت في ظل الحضارة العربية الاسلامية مكانا مباركا في المسجد الاقصى وكنيسة القيامة، ومنارة ثقافة، ومعماراً جميلاً، وهي في هذا العصر تعاني من الاحتلال الصهيوني الاستعماري الاستيطاني العنصري لها الذي يسعى جاهداً لتغيير هويتها العربية، وتستبشر باستمرار مقاومة ابنائها له ونصب اعينهم تحريرها منه.