هده بعض الاساطير الطبية وان امد الله في عمري سوف اكتب لكم بين الحين
والاخر عن هده الاساطير
أسطورة رأس ميدوسا)
caput of medusa) )كنا في صف التدريس لمادة الجراحة، أو ال bed side)
(teaching، وكان الدكتور يشرح لنا عن حالة إرتفاع الضغط في الوريد البابي (
portal hyper tention)، كان بطن المريض أثناء الكشف منتفخاً وتحيط به تلك
الأوردة حول منطقة السرةumblicus ، وكأنها شمس صغيرة ،هنا توقف الدكتور عن
الشرح، وأشار لمنطقة السرة المميزة ، وسألنا: - هل يستطيع أحدكم إخباري ما
هذا الشكل ؟
فأجابته دكتورة معنا : إنها visible veins around umblicus، الشكل المميز
لل(portal hyper tention)...
فسأل الدكتور ثانية: وما أسمها الشهير؟..
أجابته: caput of medusa...
فباغتها بسؤال أخر: وما معناه ؟.
هنا سكتت الفتاة ، وتلفتت في حيرة ، وتدخلت أنا في الإجابة ، قائلا :
caput- تعني رأس) بالاتينية ، medusaهو إسم صاحبة الرأس ...أي (رأس ميدوسا)
...
أدار الدكتور رأسه نحوي ، وأبتسم ، وسألني:
- ومن هي (ميدوسا)؟...
هنا تبدأ قصتنا يا سادة ....
قصتنا تبدأ من ألاف السنين - أو أكثر أو ربما أقل – ومكانها هو( اليونان)
أو (بلاد الإغريق ) الوثنية ، حيث تفنن الإغريق في كل شيء ..الفن
...العمارة ... الألعاب الرياضية ..الفلسفة الطب..الحروب والفتوحات .. وحتى
العبادات ..إذ لا يخفى على أحد أن الإغريق - ومعهم الرومان والفراعنة-
تفننوا في عبادة الألهة والأوثان ، وكان لهم في كل شأن من شؤون حياتهم إله
يتحكم بها ، ولنأخذ على سبيل المثال –لا الحصر-:
(أبولو)..إله الشمس،
(فينوس) – (أفروديت) عند الرومان- ألهة الجمال والصحة،
(مارس) إله الحروب،
(أبسيدون)- (نيبتون) عند الرومان- إله البحر ،
(أثينا): إلهة الحكمة..،
وقائمة أخرى ليس هذا وقت سردها ، ولكن طبعاً يجب لكل مجموعة أن يكون لها
رئيس ، ورئيس هذه الألهة يُدعى (زيوس)أو (جوبيتر)عند الرومان ...
المهم أن( زيوس ) هذا كان لديه عيب خطير هو أنه لديه زوجة غيورة جداً
هي(حيرا) – هي ألهة النساء- أما لماذا هي غيورة؟ ..فهذا لأن زوجها الأستاذ
(زيوس) يخونها ..ومع النساء البشريات ، وحصل أنه هناك إمرأة حسناء إسمها
(ميدوسا) وهي أخت كبرى لأختين أخريين ، نالت إعجاب الأخ زيوس ، لكنها تمنعت
عنه ، فإستشاط غضباً منها وقام بالعمل الذي يجيده كأي إله يحترم نفسه...
لقد لعنها!!..
لعنها بجعلها مسخاً ، وحول شعرها إلى أفاعٍ لدغتها سامة، ويديها إلى نحاس،
وبما أنها تمنعت عن( زيوس) ولن تكون له ، فبالتالي لن يسمح لأي رجل
بالإقتراب منها ..كيف ؟…بجعل أي رجل –أو حتى إمرأة – بمجرد النظر إليها
يتحول فوراً إلى…حجر…نعم تمثال حجري..كامل …
أما بالنسبة لأختيها فلم يختلف مصيرهما عن مصير أختيهما، إذ تحولا هما
أيَضاً مثلها ، مع فارق أنهما لا يملكان نظرتها المهلكة..وأصبح إسم الأخوات
ب(الجرجونات الثلاث) ، وأصبحن يعشن في جزيرة معزولة في كهف، وكل من تلقاه
(الجرجونات) من التعساء يتحولون إلى تماثيل حجرية …
ولكن هذا ليس كل شيء…
كان هناك (برسيوس)… من هو؟ ..بطل إغريقي من الذين تعج بهم الأساطير
الإغريقية.. ، وهو إبن (زيوس) من إمرأة بشرية – تماماً كأخيه (هرقل) أو
(هركوليس) – حصل أن( برسيوس) قد وقع في غرام ( إندروميدا) التي هي أميرة
لجزيرة منكوبة بتنين ..نعم تنين هائل يدعى (كراكون) ..هذا التنين كان يجبر
أهل الجزيرة على تقديم فتاة منهم كقربان كل ليلة يكتمل البدر، وحصل أن
القرعة جائت هذه المرة بإسم (إندروميدا) ،لتكون القربان لهذا التنين، فكيف
يتصرف( برسيوس)؟…هل سيسمح لحبيبته بأن تكون قرباناً..
طبعاً لا …لكن كيف يقهر التنين ..؟؟
هنا فكر (برسيوس) بأنه( لا يفل الحديد إلا الحديد) ، لكي يقتل وحشاً يجب أن
يستخدم ضده وحشاً!!..وماهو وحشنا المتوفر ؟ طبعاً ..وهل يوجد أفضل من (
ميدوسا) العزيزة ..ورأسها الذي يحيل أي مخلوق إلى حجر؟!!..
وهكذا إنطلق (برسيوس) لقطف( رأس ميدوسا )…
وبمباركة خاصة من والده (زيوس) – الذي هو أصل كل هذه البلاوي- فقد تم منح
الأخ برسيوس ما يلي:
1- درع (أثينا )العاكس لنظرة ميدوسا المهلكة..
2-حذاء (هرمز) الذي سيمكن برسيوس من الطيران ..والوصول لجزيرة الجرجونات
دون مشقة...
3-سيف (مارس) الذي يقطع كل شىء...
وهكذا إنطلق (برسيوس) لمهمته التي سهلها له أبوه – حتى في عالم الأساطير
فيه واسطات .. – ووصل للجزيرة..وبعد مواجهة عنيفة مع أخوات ميدوسا ، تمكن
من قتلهما ، ثم قرر أن يعصب عينيه حتى لا يرى ميدوسا ، وقام بمباغتتها وقطع
رأسها...
ورجع إلى جزيرة (إندروميدا) ..وواجه التنين برأس ميدوسا ، فتحول التنين
(كراكون) إلى حجر ...وتزوج (برسيوس ) من (إندروميدا) ...
وبهذا إنتهت أسطورة (رأس ميدوسا )...